الاثنين، 20 مارس 2017

روسيات يتحدون الموت من أجل صور غير مسبوقة و هوس السيلفي



"السيلفي" لم تعد مجرد صورة ذاتية، بل هي إحدى الظواهر التي اجتاحت العالم في الآونة الأخيرة وباتت تشكل هوساً لدى الكثيرين من جميع الأعمار، فلم يعد يخلو أي هاتف خلوي مزود بكاميرا من صور "السيلفي" التي يلتقطها الشخص لنفسه أو بصحبة أصدقائه عن طريق كاميرا التليفون المحمول الأمامية 

موضة أم هوس أو مرض نفسي.. هذا هو ما حير الكثيرون ليجدون التوصيف المناسب لهذه الظاهرة، ففي الوقت الذي وصف الأطباء النفسيون مستخدميها بالمختلين نفسياً، وجد آخرون أنها موضة فرضها التطور التكنولوجي.




خاطرت عارضة أزياء روسية بحياتها لالتقاط صور تتحدى بها الموت، حيث كانت 


تتدلى من ارتفاع 1400 قدم، عن
واحدة من بين أعلى ناطحات السحاب في العالم، في مدينة دبي.
وتبلغ العارضة الروسية، "فيكتوريا أودينتسوفا"، 23 عاما من عمرها، وظهرت من خلال الصور والفيديوهات وهي تتأرجح في الهواء ممسكة بيد مساعد لها في "برج كيان"، الذي يعد أحد أعلى المباني في دبي، وهي على ارتفاع 1400 قدم، ما يعادل 306 متر.
واعترفت العارضة الروسية، من مدينة سان بطرسبورغ، بأنها كانت متوترة قليلا، وقالت: "مازلت لا أصدق أني فعلت ذلك، في كل مرة أشاهد فيها هذا الفيديو أتعرق".
وأشارت إلى أن الفيديو، وفور نشره على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أثار إعجاب الملايين وانتشر بشكل كبير، فيما وجه لها الكثيرون انتقادات لعدم اتخاذها إجراءات السلامة اللازمة.






قررت الروسية، أنجيلا نيكولا، التي لم يتجاوز عمرها 23 عاماً أن تتحدى الموت وتفعل  شيئاً جديداً، ولكنه شيء يمكن أن يكلفها حياتها، حيث قامت بالتقاط عدد من صور "السيلفي" في أماكن خطيرة وبحركات بهلوانية ورشيقة أدهشت العالم.
ونشرت وسائل الإعلام العالمية، نقلا عن صفحتها الخاصة على "إنستغرام" التي يتابعها عليها عدد كبير مجموعة من الصور الشيقة للروسية نيكولا أثناء التقاطها، وهي في وضعيات مرعبة بأماكن خطيرة للغاية.
ويشمل ألبوم الجمال والرعب الذي قدمته أنجيلا في اليوم الذي يحتفل فيه العالم بالذكرى 177 للتصوير الفوتوغرافي صوراً لها من أعلى أسطح المنازل والجسور وناطحات السحاب من ارتفاعات يتجاوز طولها مئات الأقدام.
وعلى مدار أسابيع اختارت أنجيلا التي تعمل عارضة أزياء في روسيا أماكن صورها في سواء في موطنها بموسكو، أو هونغ كونغ أو الصين تحت شعار رفعته لحياتها بعنوان "حرية بلا حدود". العربية.نت
وتتبع أنجلينا شعار " حرية بلا حدود" فى ممارسة التصوير الذى يعد هوايتها ، وتنشر صورها على موقع انستجرام بعد أن أصبح لها عدد كبير من المتابعين.


وجاءت الصورة الأولى لأنجلينا فى موسكو من أعلى ناطحات السحاب وعلى حواف إحدى المبانى الشاهقة.













 نشر موقع هيلث داي الطبي الأمريكي دراسة قامت بها جيسي فوكس الأستاذة المساعدة بجامعة ولاية أوهايو الأمريكية، والتي كشفت ارتباط سلوك "السيلفي" في التصوير بما يعرف في علم النفس بالنرجسية، وهو الاهتمام الزائد بالنفس.




حيث شملت الدراسة 800 من الرجال تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا ملأوا خلالها استطلاعًا على الإنترنت عن أنشطتهم في الصور التي ينشرونها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى اختبارات تقييمية أخرى للشخصية، وكشفت ارتباط كثرة الصور السيلفي بالشخصيات النرجسية.
 وأوضحت الدراسة، أن الأشخاص الذين يرتبطون بتصوير السيلفي، وقضاء وقت طويل في تعديل الصور وتنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي يركز اهتمامهم على ذاتهم بشكل أكبر، ويعتقدون أنهم أكثر ذكاءً وجاذبية وأفضل من الآخرين، بالإضافة إلى وجود مشاكل في الشعور بالأمان، وجزء من السلوك المتهور وعدم التعاطف ومراعاة الآخرين، بالإضافة إلى بعض سمات معاداة المجتمع، والميل إلى تضخيم الذات.
وتقول فوكس، إن انتشار الصور الذاتية على مواقع التواصل الاجتماعي يساعد في تأكيد "تضخيم الذات" عند هؤلاء الأشخاص. لكن على الرغم من هذا تؤكد فوكس، أنه ليس من الضروري أن يكون الأشخاص الذين يلتقطون صور السيلفي وينشرونها بكثرة على الإنترنت يعانون من المشاكل و الاضطرابات النفسية، لكنها بعد انتشارها اليوم أصبحت نوعًا من السلوك الشائع والطبيعي.
كما حذر علماء نفس مؤخراً من أن التقاط الكثير من الصور الشخصية التي أصبحت معروفة عالميا بظاهرة "سيلفي " قد لا تكون مجرد حالة إدمان على التصوير الذاتي بل أحد المؤشرات الاولية للاصابة بأضطراب تشوه الجسم الذي يمكن أن يؤدي إلى عواقب نفسية قد تؤدي إلى الاكتئاب ومحاولة ايذاء النفس بسبب عدم الشعور بالرضا عن المظهر الخارجي.
وأوضح ديفيد فيلي، استشاري الطب النفسي في مستشفى بريوري، لندن، أن 2 من كل 3 مرضى يقومون بزيارته يعانون من اضطراب تشوه الجسم ( BDD ) منذ ظهور الهواتف المزودة بكاميرات والتي ساهمت في زيادة الرغبة في التقاط الصور الشخصية وعرضها على مواقع وسائل الاعلام الاجتماعي، مضيفاً أن ادمان التقاط هذا النوع من الصور ينطوي على هوس الشخص بمظهره الخارجي.
أكدت الرابطة الأمريكية للطب النفسي، أن التقاط الناس الصور الذاتية أو ما يطلق عليها "السيلفي" قد تدل على الإصابة بأحد أنواع الإضطرابات العقلية يطلق عليه "سلفيتيس"، ويعرف بأنه الرغبة الكبرى لالتقاط الصور الذاتية ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعية كوسيلة للتعويض عن عدم وجود الثقة بالنفس، وقد تم تحديد ثلاثة مستويات من هذا الاضطراب :
الاضطراب الخفيف، وهو التقاط الصور لا يقل عن 3 مرات في اليوم، ولكن لا يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعية.




الاضطراب الحاد، وهو التقاط الصور لا يقل عن 3 مرات في اليوم، ويتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعية.
والاضطراب المزمن، لا يمكن السيطرة على الرغبة في التقاط الصور الذاتية على مدار الساعة، ونشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعية أكثر من 6 مرات في اليوم.
ووفقاً للرابطة الأمريكية، لا يوجد حاليا أي علاج لهذا الاضطراب، والعلاج المؤقت يتوافر من خلال العلاج السلوكي المعرفي.
كما أوضحت دراسة بريطانية حديثة أن الفتيات الشابات هن الأكثر هوساً بـ"السيلفي"، حيث يقضين وسطيا أكثر من 5 ساعات أسبوعيا في التقاط الصور الذاتية مما يشير بوضوح إلى تعاظم “الهوس بالذات” لدى هذه الفئة من الشباب.
ووُجد في الدراسة التي أُجريت على 2,000 فتاة أنهن يلتقطن ثلاث صور سيلفي يوميا، وذلك بعد أن يقمن بإضافة المكياج والحرص على أفضل إضاءة وزاوية تصوير، لذا قد يبلغ الزمن الذي يتطلبه التقاط كل صورة نحو 48 دقيقة، ما يعني أنهن يقضين نحو 5 ساعات و 36 دقيقة كل أسبوع.
ومن بين الفتيات الـ 2000 اللواتي شملتهن الدراسة، كنّ اللواتي تتراوح أعمارهم بين 16 و 25 عاما الأغزر التقاطا لصور السيلفي، حيث تقضي إحداهن ما معدله 16 دقيقة لكل جلسة تصوير، وذلك لثلاث مرات يوميا.
أظهرت الأبحاث أن 22 بالمئة من الفتيات يسعين للحصول على “إعجابات” عبر مواقع التواصل الإجتماعي لتعزيز “الأنا” لديهن وهو السبب الرئيسي لالتقاط صور السيلفي، كما كان السعي لجذب انتباه أحدهم عاملا في التقاط الصور، حيث اعترفت واحدة من بين كل ثلاث فتيات بأنهن يستخدمن أكثر صورهن إثارة للفت انتباه شريك محتمل.
وذكر 27 بالمئة من الفتيات الأصغر سنًا أنهن يقمن في الواقع بحذف صور السيلفي في غضون دقائق من نشرها إن لم يحصلن على ما يكفي من “الإعجابات” على وسائل التواصل الاجتماعي. كما قالت أربع من كل عشر فتيات إنهن يلتقطن الكثير من الصور للحصول على الصورة الفضلى.
قالت واحدة من كل عشر فتيات تترواح أعمارهن بين 16 و 25 عاما إنهن يحتفظن بما لا يقل عن 150 صورة سيلفي على أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية الخاصة بهن، وهي الصور التي التقطت في كل مكان، من دورات المياه في البيوت، والسيارات، إلى المكاتب وأماكن العمل.
وأظهرت الدراسة أن هوس التقاط صور السيلفي لا يقتصر على الفتيات صغيرات السن، حيث ذكر 28 بالمئة ممن شملتهن الدراسة أنهن التقطن صور سيلفي على الأقل مرة في الأسبوع.




في السياق، يوضح د. جمال فرويز استشاري الطب النفسي أن ظاهرة "السيلفي" هي ظاهرة فرضها علينا التطور التكنولوجي وانتشار الهواتف الخلوية وكاميراتها، ومن الطبيعي أن كل فترة تظهر موضة معينة يفرضها هذا التطور الذي نعيشه ونعايشه، والسيلفي هو أحد أشكال التصوير التي ظهرت في الآونه الأخيرة وباتت تشكل هوس لدى الكثيرين في سبيل توثيق الذكريات واللحظات المهمة، وأصبحت أحد الأشكال الأجتماعية التي انتشرت سريعاً خاصة بين فئات الشباب .

ويضيف فرويز أن التقاط الشخص لنفسه صور السيلفي في مناسبة ما بشكل معتدل من أجل مبررات اجتماعية ونفسية لايمكن أن نطلق عليه نوع من الخلل النفسي ولكنه مواكبة لموضة العصر، ولكن هناك أشخاص آخرون لايستطيعون أن يكبحون جماحها فيقومون بتصوير أنفسهم في كل لحظة ليحصد أعلى نسبة من اللايكات على مواقع التواصل الاجتماعي فهنا نقول أنها حالة مرضية تنطوي على عدم ثقة الشخص بنفسه والرغبة دائماً في تدعيم هذه الثقة بحصد إعجابات مستخدمي مواقع التواصل وتعويض شعوره بالتهميش وضعف دوره الاجتماعي خاصة أن هذه الظاهرة تحولت إلى ما أشبه بالهوس الذي أصاب الكثيرين وخاصة الفتيات واللاتي قد تجدهن يلتقطن صوراً لأنفسهن في كل مناسبة حتى لو عادية،  وهن جالسات في المنزل، وهن في الشارع، حتى وصلت إلى التقاطهن أثناء وجودهن في المطبخ وهذا الهوس ماهو إلا حالة مرضية ومظهر من مظاهر التقليد الأعمى .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق